حين اجتر الصحفي أبو المعالي ، البعد القبلي في سجاله مع الدكتور الكنتي كان رد الأخير موفقا خصوصا حين قال له بأن أية جمعية خيرية لا يفترض بها أبداً أن تسأل المحتاجين ( انتومه من أية لخوت) لكن الشيء الغريب هو أنه حين تعرض الكنتي لنقد من كاتب آخر يجتمع معه في القبيلة زلّ به قدمه عفوا قلمه نحو نفس المنحدر العشائري القبلي الذي انتقده قبلا ً….حيث لجأ إلى استدعاءات مناقضة لما استخدمه في سلاح الرد ( واختفي الحس المدني فجأةً للأسف ) فهل هذا يدل أن الكنتي مازال -إلى يوم الناس هذا -يعتقد أن على كل مواطن بالدولة المدنية الحديثة أن يبقى حبيس الانتماءات البنعميةْ و أن يراعي في إبداء رأيه معايير قبلية
أم فقط -يُفترض بالمواطن وبكل كاتب حر خصوصا في معرض رده وتعليقه على مايدور من سجالات -أن ينطلق فقط من صميم قناعته الخاصة ورؤيته الفكرية التي تحدد طبيعة موقفه .
للأسف الدكتور الكنتي -رغم بسالته في السجال سابقا إلا أنه هذه المرة بدا ضعيفا مرتبكا إلى درجة الاستعطاف القبلي ضمنيا وهو الشيء الذي سبق وأن استنكره على غيره.
الأصل أنه منطقيا كما لا يليق بجمعية خيرية أن تسأل المحتاجين عن انتماءاتهم القبلية
لا يُستساغ أيضا ً ولا ينتظر من أيّ كاتب مثل العمدة السابق أن يتساءل قبل أخذ القلم
أو قبل أن يكتب رأيه قائلا
آها الا حنوني شويْ هو (السيد المعني من أيّ لخوتْ)؟ إن فعل ذلك لا يكون حرا ولا وطنيا
فالقضية هنا قضية سجالات تتعلق بشأن عام وتدور رحاها حول قناعات وأفكار من أجل استكناه الحق والحق فقط ولذا ينبغي الرد عليها باستقلالية تامة وبوعي وطني بغض النظر تماما عن قبيلة صاحبها وهل هو ابن عم أو ابن خال !!!!!
هذا يا جماعة الخير هو ما يفترض في كنف دولة الحق والمواطنة والعقد المدني الناظم لها بحق أمّا الانتماءات القبلية العتيقة وأشعار وعصبيات الجاهلية الأولى فلامكان لها من الإعراب هنا و لا تدخل في المعادلة وإن كان ولا بد فلا ضير من استحضارها حصريا ًفي الامور الاجتماعية والاجتماعية فقط..
وإلى الأمام في سجالات أنيقة و راقية تستحضر روح المواطنة والحس المدني الرفيع من أجل الوطن.