المتابع:شارك معالي وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان، السيد أحمد سيد أحمد أج في المؤتمر الثاني عشر لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي، الذي انطلقت أعماله اليوم الإثنين (25 سبتمبر 2023) بالعاصمة القطرية الدوحة، والمنظم من طرف منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) تحت شعار “نحو تجديد العمل الثقافي في العالم الإسلامي”.
وفي كلمته خلال المؤتمر، بيّن معالي وزير الثقافة أن الشق الثقافي من البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني اتخذ من الثقافة الإسلامية الوسطية أداة لبناء الإنسان المتوازن القادر على الصمود في وجه موجات الاستيلاب الجارفة وردات الفعل المتطرفة لمواجهة، بوعي وبصيرة، تحديات الحاضر المؤسسة لبناء المستقبل.
وأضاف أن ذلك استوجب من الحكومة وضع رسالة قانونية متكاملة لصون التراث وتثمينه وتعزيز القدرات العاملين فيه وكفاءاتهم، واستحدثت مهرجانات متنوعة ومناشط ثقافية شبابية دائمة لتلبي حاجات الترفيه الثقافي وتحتضن النوادي الثقافية والفنية الناشئة.
وقال معالي وزير الثقافة إن إشراف فخامة رئيس الجمهورية شخصيا على فعاليات افتتاح احتفالية نواكشوط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي لعام 2023 كان شاهدا على هذا الحراك الثقافي الشامل، مشيرا إلى أن تنظيم 80 نشاطا ثقافيا في ميادين العاصمة وفضاءاتها، ضمن برنامج الاحتفالية، يعكس صورة رائعة من ثراء التنوع الثقافي لبلادنا.
وأشاد بما حققته البلدان الإسلامية في مجال تنمية السياحة والاقتصاد الثقافيين، منوها بجهود قطر في مجال الإبداع الثقافي وتحديث أساليب الريادة بمفهومها الشامل.
وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، رحب الشيخ عبد الرحمن بن حمد بن جاسم بن حمد آل ثاني، وزير الثقافة بدولة قطر رئيس المؤتمر، بالمشاركين، مؤكدا أن قطر تولي أهمية كبيرة للتنمية الثقافية، وأن الدوحة خلال الاحتفاء بها عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي 2021 ترجمت عراقة ما تزخر به من إرث ثقافي وتراث حضاري.
ودعا إلى العمل للحفاظ على الهوية الثقافية وتحصين الأجيال الجديدة في مواجهة الأفكار الهدامة، مشيرا إلى أن الثقافة طالما كانت مهددة بالمؤثرات الخارجية.
بدوره، أكد الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، أن المنظمة تنهض بواجبها في العمل الثقافي، باعتبار الثقافة ليست مجرد هوية أو وسم تميز اجتماعي، بقدر ما هي نبض للشعوب للإسهام في ركب الحضارة، مستعرضا جهود الإيسيسكو وأبرز مبادرتها لتطوير وتجديد العمل الثقافي في العالم الإسلامي، من خلال توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي وإدماج الشباب في جهود حفظ وتثمين التراث، وإنشاء عدد من المشاريع والبرامج، وابتكار مفاهيم جديدة من أجل خدمة الوصل الحضاري.
من جانبها، أكدت السيدة إيرينا بوكوفا، المديرة العامة السابقة لمنظمة اليونسكو ضيف شرف المؤتمر، أن الدين الإسلامي دين سلام، وأن الحضارة الإسلامية طالما كانت محركا للتقارب بين الثقافات، وأشادت بجهود الإيسيسكو في مجالات حماية التراث ودعم الشباب والنساء.
وتابع وزراء الشؤون الثقافية ووفود الدول الأعضاء في الإيسيسكو، وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية العاملة في المجالات الثقافية، الذين يشاركون في المؤتمر، شريط فيديو وثائقي حول ما تحقق خلال احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2021، تحت شعار “ثقافتنا نور”.
كما قام وزراء الثقافة بجولة في المعرض المصاحب للمؤتمر، والذي يتضمن جناحا خاصا للإيسيسكو، لعرض أهم إصدارات المنظمة في مجالات اختصاصها.
ويواصل المؤتمر جلسات عمله على مدى يومين لاعتماد التقارير والوثائق المعروضة على وزراء الثقافة ووفود الدول المشاركة.