يشهد مجتمع بلدية النيملان حاجة متزايدة إلى الخدمات الأساسية التي تعدّ حجر الأساس لأيّ تنمية شاملة، وعلى رأس هذه الخدمات الكهرباء والمدارس والرعاية الصحية. ورغم أن بعض المشاريع الهامة قيد الإنشاء، إلا أن وتيرة إنجازها باتت بطيئة، ما يضع العديد من الأهالي أمام معاناة يومية في ظل غياب ضرورات الحياة التي تعينهم على الاستقرار والتنمية.
الكهرباء: حاجة لا تحتمل التأجيل
بعد أن بدأت الاشغال في مشروع كهربة النيملان عن طريق تمويل من تٱزر، استبشر سكان النيملان خيرا وظنوا أن عهد الظلام قد انتهى، حيث أن الحصول على خدمة الكهرباء، التي تعدّ أساسية لدعم التنمية المحلية بمختلف أبعادها، سواءً على مستوى المنازل أو المرافق العامة أو حتى الأنشطة التجارية والزراعية التي تساهم في اقتصاد المنطقة حلم طالما روادهم وطالبوا بتحقيقه.
إلا أن التأخر في تنفيذ المشروع زاد من معاناة السكان، بدلا من إنهاء حالة الظلام الدامس خاصة أن الرئيس تحدث عن انتهاء الأشغال وتوفير هذا العنصر الحاسم؛ إلا أن المشروع للأسف متوقف قبل وأثناء خطاب فخامة رئيس الجمهورية حول توفير الكهرباء في النيملان ولا شك أن انعدام هذه الخدمة الحيوية يعيق مختلف مناحي الحياة اليومية ويعطل الأنشطة الاقتصادية والتعليمية، وحتى الخدمات الصحية التي تعتمد على الطاقة الكهربائية لضمان فاعليتها.
المدارس: التعليم بوابة المستقبل المحرومة
يعاني قطاع التعليم في بلدية النيملان من نقص في المدارس أو في تجهيزاتها، مما يشكل عقبة أمام حصول الأجيال الناشئة على تعليم لائق. فالبنى التحتية التعليمية تعدّ غير مكتملة، وتفتقر بعض المدارس للمرافق الأساسية مثل المكاتب الإدارية والمرافق الصحية، فضلاً عن النقص في الطاقم التعليمي.
فقرية إگفان2 تحتاج مدرسة والبيجوج كذلك وغيرهم من المناطق.
هذا الوضع لا يساعد في تحفيز الطلاب، ولا يسهم في رفع جودة التعليم، الأمر الذي يعوق تطلعات المجتمع نحو مستقبل أفضل.
المستشفى: ضرورة لمجتمع صحي
أما القطاع الصحي، فهو الآخر يشكو من نقص واضح، حيث يفتقر المجتمع لخدمات صحية كافية. يوجد في النيملان مستشفى قيد الإنشاء، ضعف مستوى تقدم الأشغال فيه واحتمالية تأخر اكتماله وضعف تجهيزاته كما هو الحال في جل المشاريع قيد الإنجاز، أدى إلى تزايد الضغط على السكان في الحصول على الرعاية الصحية اللازمة، خاصة مع موجة الحمى الاخيرة.
إنّ استكمال هذا المشروع في أسرع وقت ممكن وتوفير له كادر طبي مؤهل وتجهيزات كافية سيحدث فرقاً جوهرياً، خصوصاً وأن الرعاية الصحية أساسية في الحفاظ على صحة السكان وتوفير استقرار اجتماعي واقتصادي للمنطقة.
التأخر في إتمام المشاريع: تساؤلات تبحث عن إجابات
أمام هذه الاحتياجات الملحة، تتزايد التساؤلات حول أسباب تأخر إنجاز المشاريع الحيوية في بلدية النيملان. فعلى الرغم من التصريحات المتكررة حول التقدم في إنجاز المشاريع، يلمس المواطنون تباطؤاً ملموساً على أرض الواقع. ويبدو أن هناك حاجة ملحة إلى وضع خطط زمنية محددة، ورقابة صارمة لضمان تسريع وتيرة العمل، وتوفير الموارد اللازمة لاستكمال المشاريع في أسرع وقت ممكن.
المطالبة بالتنمية ليست خروجاً عن الولاء
قد يتساءل البعض عمّا إذا كانت هذه المطالبات بتسريع وتيرة المشاريع تعكس موقفاً سياسياً مناهضاً، لكن من المهم التأكيد على أن الدعوة إلى توفير الخدمات الأساسية للمواطنين لا تتعارض مع الولاء السياسي، بل هي واجب على كل من يمثل المجتمع. إنّ الانحياز الأول والأخير يجب أن يكون دائماً نحو الجمهور وحاجاته، وضمان التنمية لا يتعارض بأي شكل من الأشكال مع التوجهات السياسية، بل إنّ أي توجه سياسي حقيقي يسعى بصدق لتحقيق التنمية والبناء يجب أن يكون مستعداً لاستقبال ومساندة أي دعوات تصب في هذا الاتجاه.
الموقف الثابت: خدمة المجتمع قبل السياسة
من هذا المنطلق، يظهر الموقف الصريح؛ وهو أن الأولوية ينبغي أن تكون لتلبية احتياجات الجمهور وتطوير المنطقة، وليس لإرضاء توجهات سياسية قد تتغير أو قد تخفق في تقديم ما يعود بالنفع الفعلي على المواطنين. فالولاء الحقيقي لا يكون للأشخاص أو للتيارات، بل هو للمبادئ التي تسعى إلى تحسين الحياة اليومية للناس، وتوفير البنى التحتية التي تعزز من جودة الحياة وتضمن فرص النمو لأجيال المستقبل.
ختاماً: رسالة للتعاون من أجل النيملان
إنّ ما تحتاجه الٱن في بلدية النيملان هو تضافر الجهود بين الحكومة والمجتمع المدني لتوفير الموارد اللازمة وتسريع إنجاز المشاريع الحيوية التي ستضمن مستقبلًا أفضل للسكان. المواطنون لديهم الحق في التعبير عن احتياجاتهم، والمطالبة بتحسين الخدمات ليست تطفلاً على المجال السياسي، بل هي ممارسة مشروعة لدورهم كمواطنين يسعون لتحقيق مستقبل أفضل لمجتمعهم.