إن الأزمة الأزوادية تعتبر من بين القضايا الاستراتيجية الهامة لدول الساحل والصحراء وخاصة موريتانيا والجزائر نظراً للعلاقات التاريخية والجغرافية التي تربط بين شعوب منطقة أزواد وشعب البلدين وتأتي هذه الأهمية من خلال عدة نقاط:
1. الاستقرار الإقليمي: تعتبر الأزمة الأزوادية تهديداً للإستقرار والأمن في المنطقة، وبالتالي فإن تأثير هذه الأزمة يمتد إلى موريتانيا والجزائر كما يمكن أن يؤثر على استقرارهما.
2. الهجرة غير الشرعية: يعتبر الصراع في الأزواد وتدهور الوضع الأمني هناك سبباً رئيسياً لزيادة تدفق اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين إلى موريتانيا والجزائر، مما يضعف القدرة على إدارة الحدود ويزيد من التحديات الأمنية والاقتصادية.
3. التأثير على الاقتصاد المحلي: يمكن أن تؤثر الأزمة في الأزواد على الاستقرار الاقتصادي لموريتانيا والجزائر، خاصة إذا كانت هناك تداعيات سلبية على التجارة والأعمال المشتركة بين البلدين ومنطقة أزواد.
4. التعاون الأمني: تتطلب الأزمة الأزوادية التعاون والتنسيق الأمني بين موريتانيا والجزائر من جهة والدول المجاورة من جهة أخرى للتصدي للتهديدات الأمنية المشتركة، وبالتالي تعزيز الأمن والاستقرار في الإقليم.
الموقع الجغرافي لمنطقة أزواد يقع في شمال مالي وجنوب الجزائر، وهي منطقة هامة للعديد من الدول في الساحل الإفريقي، بما في ذلك موريتانيا، بسبب عدة عوامل منها:
1. الموارد الطبيعية: تحتوي منطقة أزواد على موارد طبيعية غنية مثل اليورانيوم والنفط والغاز والمعادن، مما يجعلها مطمعا للعديد من القوى الدولية العظمى كسوق بكر ومكانا مهما للاستثمار والتجارة لهذه الدول الكبرى.
2. الحدود القومية: تشكل منطقة أزواد حدودا طبيعية بين مالي والجزائر وموريتانيا، وهذا يجعلها مكانا تكتيكيا مهما للدول المجاورة فيما يتعلق بالأمن والحدود.
3. الثقافة والتاريخ: تتمتع منطقة أزواد بثقافة غنية وتاريخ عريق، مما يجعلها محطة جذب للسياح و مصدرا للهوية الوطنية للدول المحيطة.
بالنظر إلى هذه العوامل، يمكن القول إن منطقة أزواد تعتبر عمق استراتيجي وقاعدة خلفية هامة لموريتانيا والجزائر ويجب عليهما الاهتمام بتعزيز فرص حل سلمي للقضية الأزوادية والتعاون مع الدول المجاورة من أجل استقرار وأمن المنطقة.
ومن خلال ما سبق ذكره يتضح ما يمثله أمن واستقرار منطقة أزواد من أهمية وبعد استراتيجي وهو ما يجعل من الواجب على موريتانيا والجزائر أن تولي كل منهما اهتماماً خاصاً للبعد الاستراتيجي للأزمة الأزوادية والعمل على تعزيز التعاون مع الدول المجاورة والدول التي تملك مصالح مشتركة في المنطقة كتركيا وروسيا والولايات المتحدة وفرنسا، لحل الأزمة والحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة.