آراءالرئيسية

أحمد ولد أج: رجل المهام الصعبة وصانع النجاح

يُعتبر أحمد ولد أج من أبرز الشخصيات التي بصمت العمل السياسي والثقافي في موريتانيا بحنكةٍ وفعالية. لقد أثبت عبر مسيرته المهنية قدرته الفائقة على تحقيق النجاح في المهام التي أُوكلت إليه، سواءً في المجال السياسي كقائد للحملة الإعلامية للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، أو كوزير للثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان والنطق الرسمي باسم الحكومة.

قيادته لحملة الرئيس: نموذج للإدارة السياسية الرشيدة

برز دور أحمد ولد أج بشكل لافت خلال قيادته للحملة الإعلامية للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، حيث أظهر قدرة استثنائية على التنسيق بين مختلف الأطراف السياسية والشرائح المجتمعية. عكس نجاح الحملة الانتخابية أسلوبه الحكيم في إدارة الموارد البشرية واللوجستية، وتركيزه على إيصال رؤية الرئيس بوضوح وفاعلية إلى المواطنين. لم يكن هذا النجاح وليد الصدفة، بل نتيجة لخبرته العميقة في العمل السياسي وعلاقاته الواسعة التي عززت من مكانة الرئيس وأهدافه التنموية.

مدائن التراث: رؤية جديدة للتنمية الثقافية

كوزير للثقافة، أطلق أحمد ولد أج مبادرات غير مسبوقة أثرت بعمق في المشهد الثقافي الوطني، وأبرزها إعادة هيكلة مهرجان المدن القديمة وتحويله إلى “مدائن التراث”. لم يكن هذا التغيير مجرد تعديل في الاسم، بل نقلة نوعية في فلسفة المهرجان وأهدافه.

نجحت نسخة ولاتة 2023 في تحقيق مكاسب تنموية وثقافية ملموسة:

البُعد التنموي: استُحدثت مكونة تنموية بميزانية تجاوزت ثلاثة مليارات أوقية قديمة، خصصت لمشاريع استراتيجية كحفر الآبار، تشييد المدارس، توسيع شبكات الكهرباء والمياه، وتدشين مستشفى حديث.

البُعد الثقافي والعلمي: ارتقى المهرجان بمستوى الأنشطة الثقافية والعلمية، حيث شهد محاضرات ومناظرات رفيعة المستوى تناولت تاريخ مدينة وادان وتراثها العلمي. كما شارك أكثر من 100 فنان من مختلف الأعراق والمناطق، مما عزز التلاحم الوطني وأبرز التنوع الثقافي لموريتانيا.

المكونة الدبلوماسية: بالتعاون مع وزارة الخارجية، تم تنظيم فعاليات دبلوماسية استقطبت رؤساء البعثات الدبلوماسية، مما جعل من المهرجان منصة لتسويق التراث الموريتاني عالميًا.

رؤية شمولية وقيادة ملهمة

تميزت إدارة أحمد ولد أج بالقدرة على الجمع بين الأبعاد الثقافية والتنموية والدبلوماسية، ما جعل من “مدائن التراث” أكثر من مجرد مهرجان ثقافي، بل مشروعًا وطنيًا يعكس رؤية تنموية شاملة. كما نجح في استثمار الكفاءات الوطنية وإشراك جميع الأطياف الثقافية والفنية في إدارة المهرجان وتنظيمه، ما أضفى عليه طابعًا وطنيًا جامعًا.

تفاؤل بمستقبل القطاع

مع تولي الدكتور الحسين ولد مدو قيادة قطاع الثقافة، فإن الإرث الذي تركه أحمد ولد أج يظل أساسًا متينًا للبناء عليه. بفضل التخطيط المحكم والأسس التي وضعها، يُتوقع أن تكون النسخة الحالية من “مدائن التراث 2024” الأكثر تميزًا، متجاوزةً في نجاحها كل التوقعات.

إن أحمد ولد أج ليس مجرد مسؤول شغل مناصب بارزة، بل هو قائد نجح في تحويل الرؤى إلى واقع. سواء في قيادته للحملة الإعلامية للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني أو في إدارته لقطاع الثقافة، أثبت أنه رجل المهام الصعبة الذي يُعول عليه لتحقيق الأهداف الوطنية الكبرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى