رغم عدم وجود أي دليل لا يزال بعض المراقبين يؤكد على أن النظام السياسي في موريتانيا يشهد حاليا صراعًا قويًا بين الأجنحة المختلفة داخل الحكومة والحزب الحاكم، ويتحدث عن تصاعد التوتر بين القوى السياسية المختلفة، مما يعكس تقلبات وتحولات سياسية في البلاد.
وبغض النظر عن صدقية هذه الفرضية بوجود هذا الصراع المزعوم، وفي حالة تأكد وجود صراع فمن الأكيد أنه ستبدأ الأجنحة المختلفة في النظام السياسي الموريتاني، فاي نظام سياسي يقوم على ثلاثة أجنحة البطانة المقربة والمحيط الضيق لرئيس الجمهورية وهو الجناح المتحكم في بقية الأجنحة، وجناح المجلس الوطني والمكتب التنفيذي للحزب الحاكم، بالإضافة إلى جناح الظل للأجنحة السابقة، وكل هذه الأجنحة في تنافس على كسب رضى الرئيس والمحيط الضيق حوله، وهو ما يسبب دخول الأجنحة في حالة من التصادم والتنافس من أجل التأثير والسيطرة على الاتجاهات السياسية والاقتصادية في البلاد. يجسد هذا الصراع بروز توجهات متنافسة بين الفصائل داخل النظام، مما يجعل الوضع السياسي في موريتانيا محفوفًا بالمخاطر والتحديات.
وبالرغم من هذا الصراع المحتدم، هناك أجنحة ترغب في الإصلاح والتحول الديمقراطي والاقتصادي في البلاد، وتسعى إلى تحقيق تقدم وتنمية شاملة للموريتانيين. بينما من الجهة الأخرى، هناك أجنحة تعبر عن تيارات تقدمية وإصلاحية، تسعى إلى الحفاظ على النظام الحالي ومنع تغييرات جذرية تهدد مصالحها السياسية واقتصادية.
وبالتالي، تصبح موريتانيا عرضة لتأزم سياسي خطير يمكن أن يؤثر سلبا على استقرار البلاد وتطورها المستقبلي. إذا لم تتمكن الأجنحة المختلفة من التوافق والتعاون من أجل تحقيق مصلحة موريتانيا ككل، فإن الوضع السياسي قد يصل إلى نقطة لا عودة فيها، ويصبح من الضروري اتخاذ رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، إجراءات فورية وصارمة لمنع تفاقم الصراع الداخلي وضمان استقرار البلاد، وإن تطلب الأمر حل البرلمان والتوجه لانتخابات بلدية وبرلمانية سابقة لأوانها.
ومن أجل تجنب السيناريوهات السيئة، يجب على الأجنحة المختلفة في نظام الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني أن تفهم أن مصلحة موريتانيا الوطنية تتجاوز مصالح الأفراد والجماعات، وأن يتوجب عليها التعاون والتضامن من أجل تحقيق استقرار وتنمية شاملة للبلاد. من الضروري أن يتخذ الأطراف المختلفة إجراءات فورية للتوصل إلى حوار سياسي بناء وحلول وسط للنزاعات القائمة، من أجل تجنب الانزلاق نحو الفوضى والأزمات السياسية المزمنة.