الأخبارالرئيسيةالكناشالمنبر السياسي

عودة عبد الرحمن ولد ميني – بين الرمزية والتجذر القبلي والسياسي

المتابع: يعود عبد الرحمن ولد ميني إلى واجهة المشهد السياسي من بوابة قيادة حزب “حصاد”، في لحظة فارقة من تاريخ التحول السياسي في موريتانيا. هذه العودة لا يمكن قراءتها إلا من خلال ثلاث زوايا أساسية: الرمزية النضالية، الامتداد القبلي، والحنكة السياسية.

🔹 الخلفية الرمزية:

ولد ميني يعتبر من أبرز وجوه تنظيم “فرسان التغيير”، الذي حاول في 8 يونيو 2003 إحداث تحول سياسي جذري. وعلى الرغم من فشل المحاولة، فقد كرست تلك التجربة اسمه في الذاكرة السياسية بوصفه رجل مواجهة ورفض للجمود، قبل أن ينتقل إلى العمل السلمي ضمن قبة البرلمان من خلال حزب التكتل.

🔹 الامتداد القبلي:

من أبرز عوامل النجاح السريع لحزب “حصاد” هو الخلفية القبلية الواسعة لرئيسه، حيث حظي بتزكية ودعم فعاليات اجتماعية كبرى في كل ولايات الوطن، بما في ذلك مناطق الوسط والجنوب والشمال، من العرب والزنوج والفلان والسوننكي، إضافة إلى المجموعات الحسانية التقليدية، ما شكل نواة شعبية متماسكة ومرنة في آن.

🔹 التزكيات ونسبة النساء:

لم يكن سهلاً لحزب ناشئ أن يحصل على تزكيات من كل الولايات مع احترام تمثيل المرأة، لكن “حصاد” حقق ذلك بسرعة لافتة، وهو ما يعكس الحضور الشخصي والسياسي القوي لولد ميني، إضافة إلى التنسيق المحكم والاحتراف التنظيمي الذي واكب تأسيس الحزب.

🔹 التحديات القادمة:

رغم الانطلاقة القوية، تنتظر حزب “حصاد” تحديات كبرى، من أبرزها إثبات الجدية في الطرح السياسي، والقدرة على تقديم خطاب جامع، وتفادي الانزلاق إلى القبلية السياسية الضيقة. كما يُنتظر من الحزب بلورة برنامج وطني واضح ومقنع، يتجاوز الرصيد الشخصي لرئيسه إلى مشروع سياسي مؤسسي حقيقي.

 

عودة عبد الرحمن ولد ميني – بين الرمزية والتجذر القبلي والسياسي/ تقرير: محمد سيدأحمد بوبه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى