آراءالرئيسية

تعزية في وفاة الزعيم التقليدي سيدأحمد ولد أج/ حمم احمد ددي

لعمرك ما الرزية فقد مال
ولا فرس يموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد حر
يموت بموته خلق كثير

ينطبق معنى هذين البيتين انطباقا كاملا على رحيل برلماني كبير سابق في البرلمان الموريتاني، وزعيم لأكبر عشيرة من عشائر تكانت ” عشيرة أولاد سيد الوافي”، ألا وهو سيد أحمد ولد إجّ ولد محمد محمود ولد إمينوه.
ذلك الزعيم الذي ورث الزعامة من كابر عن كابر والذي يقول لسان حاله :

_ إِنّي وَإِن كُنتُ اِبنَ سَيِّدِ عامِرٍ

وَفارِسَها المَندوبَ في كُلِّ مَوكِبِ

فَما سَوَّدَتني عامِرٌ عَن وراثة

أَبى اللَهُ أَن أَسمو بِأُمٍّ وَلا أَبِ

وَلَكِنَّني أَحمي حِماها وَأَتَّقي

أَذاها وَأَرمي مَن رَماها بِمَنكِبِ.

وهكذا يرحل اليوم 25/02/2024 هذا الرجل الشهم والطود الشامخ الذي كرس حياته في الذود عن الحريم وجلب المصالح ودرء المفاسد، لا عن عشيرته وأهله المقربين بل جميع سكان تكانت عامة والوطن كله.
عرفته رحمه الله عندما كنا شبابا يافعين في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي نتجول بين واحات الرشيد ولحويطات والنيملان وأشاريم إلخ…
كان هذا الفقيد يتميز بأخلاق دمثة كان بشوشا خلوقا مع ما يتميز به من مميزات الرياسة والزعامة، فلعمري لكأن الأوصاف التي وصفت بها الخنساء أخاها صخرا تجسدت كلها فيه، حيث تقول:

وَإِنَّ صَخراً لَوالِينا وَسَيِّدنا

وَإِنَّ صَخراً إِذا نَشتو لَنَحّارُ

وَإِنَّ صَخراً لَمِقدامٌ إِذا رَكِبوا

وَإِنَّ صَخراً إِذا جاعوا لَعَقّارُ

وَإِنَّ صَخراً لَتَأتَمَّ الهُداةُ بِهِ

كَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ

جَلدٌ جَميلُ المُحَيّا كامِلٌ وَرِعٌ

وَلِلحُروبِ غَداةَ الرَوعِ مِسعارُ

حَمّالُ أَلوِيَةٍ هَبّاطُ أَودِيَةٍ

شَهّادُ أَندِيَةٍ لِلجَيشِ جَرّارُ

نَحّارُ راغِيَةٍ مِلجاءُ طاغِيَةٍ

فَكّاكُ عانِيَةٍ لِلعَظمِ جَبّارُ

جَهمُ المُحَيّا تُضيءُ اللَيلَ صورَتُهُ

آباؤُهُ مِن طِوالِ السَمكِ أَحرارُ

مُوَرَّثُ المَجدِ مَيمونٌ نَقيبَتُهُ

ضَخمُ الدَسيعَةِ في العَزّاءِ مغور

فَرعٌ لِفَرعٍ كَريمٍ غَيرِ مُؤتَشَبٍ

جَلدُ المَريرَةِ عِندَ الجَمعِ فَخّارُ

إلخ..

إني بهذه المناسبة الأليمة لأعزي نفسي وأعزي السيد الوزير أحمد ولد سيد أحمد ولد إج، وجميع الأبناء والبنات وسائر قبيلة كنته، وسائر سكان تكانت والوطن كله.
راجيا من الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويبارك في الخلف ويسدد خطاهم على الدرب، ويلهمهم الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون

حمم بن حمود بن أحمد ددي

46410549

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى