تعيش موريتانيا في فترة تاريخية حساسة من حيث التحولات السياسية والاجتماعية التي يتزعمها الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني. بعد انتخابه في عام 2019، أصبح الرئيس غزواني قائدًا لمشروع إصلاحي يهدف إلى تحسين حياة المواطنين في مختلف المجالات، بدءًا من التعليم والصحة إلى البنية التحتية والتنمية الاقتصادية. لكن مع هذه الإصلاحات، تواجه موريتانيا العديد من التحديات التي تستدعي استجابة شجاعة وفعالة.
*الرؤية الإصلاحية للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني:*
في البداية، عُرفت الحملة الانتخابية للرئيس غزواني بمواقفها المدعومة بالوعود العميقة التي ركزت على تحسين الوضع الاجتماعي في موريتانيا. ومن أبرز شعارات حملته “تعهداتي”، والتي تمثل رؤية استراتيجية تهدف إلى تغيير ملموس في حياة المواطنين. وقد وضع الرئيس غزواني في أولوياته:
1. *تحقيق العدالة الاجتماعية*: من خلال محاربة الفقر والبطالة وتحقيق توزيع عادل للثروات.
2. *تعزيز الديمقراطية*: عبر تعزيز حرية التعبير والتعددية السياسية.
3. *دعم القطاعات الأساسية*: مثل التعليم، الصحة، والبنية التحتية.
*التحولات المجتمعية في ظل القيادة الجديدة:*
لقد شهدت موريتانيا خلال فترة رئاسة غزواني بعض التحولات الهامة، التي يمكن تقسيمها إلى مجالات عدة:
1. *الإصلاحات في مجال التعليم*: يعد التعليم من أبرز القطاعات التي ركز عليها الرئيس غزواني، حيث أُطلقت العديد من المبادرات لتحسين جودة التعليم من خلال توفير مدارس وتجهيزات أفضل، بالإضافة إلى زيادة رواتب المعلمين وتحسين ظروف عملهم.
2. *الرعاية الصحية*: في ظل التحولات المجتمعية، شهدت موريتانيا اهتمامًا متزايدًا بتوفير الخدمات الصحية للمواطنين، خاصة في المناطق النائية. كما بدأت جهود لتطوير المستشفيات وتوسيع الشبكات الصحية.
3. *التنمية المحلية*: من خلال توجيه الدعم للمشاريع المحلية التي تساهم في تحسين مستوى المعيشة، كان من أهمها مشاريع المياه، الطرق، والطاقات المتجددة.
4. *الاستثمار في الشباب والمرأة*: من أولويات الرئيس غزواني تعزيز دور المرأة والشباب في المجتمع، مما تضمن خلق فرص عمل جديدة، وتحسين البنية التحتية لريادة الأعمال لدى الشباب، وتحقيق المساواة في الحقوق والفرص.
*التحديات والفرص:*
على الرغم من هذه الإنجازات، تواجه موريتانيا عددًا من التحديات التي تستدعي بذل جهود إضافية:
– *البطالة*: لا تزال مشكلة البطالة تمثل عائقًا كبيرًا أمام تحقيق التنمية الشاملة.
– *التفاوت الاجتماعي*: لا يزال هناك تفاوت كبير بين الحضر والريف من حيث الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية.
– *النزاعات الجهوية*: هناك بعض التوترات العرقية والجهوية التي تتطلب المزيد من الجهود لتقوية الوحدة الوطنية وتعزيز التماسك الاجتماعي.
– *الفساد*: على الرغم من محاربة الرئيس غزواني للفساد، إلا أن هناك تحديات في تطبيق الحوكمة الرشيدة وتعزيز الشفافية في جميع القطاعات.
*المستقبل المنشود:*
من خلال الإنجازات التي تم تحقيقها، من الواضح أن موريتانيا قد دخلت مرحلة جديدة تحت قيادة الرئيس غزواني، لكن الطريق لا يزال طويلاً. إن التحول المجتمعي الذي يسعى إليه الرئيس يجب أن يتزامن مع رؤية طويلة المدى تضمن تنمية مستدامة تشمل جميع شرائح المجتمع.
تستند استراتيجيات التحول المجتمعي إلى ضرورة تحسين مستوى المعيشة لجميع المواطنين، مع تركيز خاص على الفئات الأكثر هشاشة، مثل النساء والشباب في الأرياف والمناطق النائية. ومع كل هذه التحديات، لا شك أن استمرار الإصلاحات سيساهم في بناء موريتانيا أكثر تطورًا وازدهارًا.
يمكننا القول :إن القيادة الحكيمة التي يوفرها الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني تبشر بمستقبل مشرق لموريتانيا، لكنه يعتمد على قدرة الحكومة والمجتمع على تجاوز التحديات الراهنة. وبالتالي، فإن التحول المجتمعي في موريتانيا يتطلب المزيد من العمل الجماعي، التفاعل الاجتماعي، وتعاون جميع القوى السياسية، الاقتصادية والاجتماعية لتحقيق الأهداف المرجوة.
موريتانيا والتحول المجتمعي بقيادة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بقلم :محمد سيدأحمد بوبه كاتب صحفي وباحث في مجال الإعلام والاتصال