آراءالرئيسيةالكناش

هل يعيد ولد الشيخ مسار رحلته ويتفادى الثغرة السابقة!

المتابع: شكل هروب ولد الشيخ من السجن المركزي في العاصمة أنواكشوط للمرة الثانية رفقة ثلاثة سجناء من المحكوم عليهم في قضايا الإرهاب،  إزعاجا كبيرا للأجهزة الأمنية وسط ضغط من الرأي العام المشحون أصلا ضد الأجهزة الأمنية بفعل الإخفاقات في ضبط الأمن الداخلي، مما أربك المشهد في الساعات الأولى بعد إكتشاف عملية الهروب.

السلطات الموريتانية سارعت بنشر بيان رسمي من وزارة الداخلية واللامركزية أوضحت من خلاله عدد السجناء الهاربين والضحايا في صفوف الحرس الوطني الذين استشهد من بينهم إثنان.

يرى بعض المراقبين أن عملية الهروب كانت مرتبة بحسب ما تبين من المعلومات، حيث افتعل السجناء شجارا واستدرجوا من خلاله عنصر من الحرس قاموا بقتله فورا عن طريق مسدس كاتم للصوت لتبدأ عملية فرار لم تتبين خيوطها حتى الآن.

وبالعودة لعملية الهروب السابقة التي قادها السالك ولد الشيخ الذي خطط  حسب المصادر لعملية الهروب بمساعدة خلية داخل العاصمة أنواكشوط كشفت  بعض المصادر الأمنية في وقت لاحق بعد الإمساك بولد الشيخ أن الخلية كانت قيد الاعتقال، فيما تم التحقيق مع المسؤولين عن الحراسة ليلة هروب السجين وتمت إحالتهم للسجن بعد إنتهاء التحقيق معهم.

استمرت الأجهزة الأمنية بعد ارتباك عملية مداهمة بيت في تيارت بالبحث والتقصي والتعقب للسجين الهارب، كانت أهم خيط في عملية المتابعة والتعقب إلتقاط أثره في مدينة سينلوي التي نجح في الإفلات من قبضة السلطات السينغالية التي تأخرت يبدو في المداهمة والتعقب، واصل ولد الشيخ رحلته محاولا التمويه وقطع الخيوط وعدم ترك أي أثر خلفه، كان ولد الشيخ رفقة زميله الذي تولى عملية اللوجستيك والاتصال والبحث عن مخبئ، يبدو أن ولد الشيخ أضاع نقطة تواصل مهمة مع من يمكنهم ضمان المأوى الآمن له ولرفيقه، وقع في ارتباك وقرر الإستمرار في رحلته التي يبدو أن وجهتها كانت صوب معاقل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي حسب مراقبين.

نقطة لقط الأنفاس : كان رفيق السجين الهارب لديه اتصالات مع من يظن أنها زوجته في موريتانيا هذه الزوجة يبدو أنها الطعم الذي ألقي في طريق الإثنين، اتصل رفيق ولد الشيخ بزوجته مودعا ومناقشا بعض الأمور عبر وسائط التواصل الاجتماعي، وهو الخيط الذي تتبعته المخابرات الموريتانية وحاولت من خلاله أن تترصد أخطر مطلوب للأمن الموريتاني، بعد أن كشفت الأجهزة المختصة في التقفي والتصنت نتيجة تحليل الاتصال وأعطت المكان المفترض كانت المخابرات تملك على الأرض وقرب المطلوبين ورقة هامة مكنتها من تضييق الخناق على الرجلين ومعرفة وجهتهما.

ظن ولد الشيخ أنها مسألة وقت وسيصل للبيت الآمن، إلا أن ساعات الفجر الأولى من يوم الأربعاء 20 يناير حملت له رسالة الأمن الموريتاني، حيث تمكنت وحدة من الدرك الغيني نتيجة معلومات تلقتها من المخابرات الموريتانية ومتابعة ميدانية من عملاء الأمن الموريتاني أن تداهم مخبئ ولد الشيخ في قرية “بوكي” على الحدود البيساوية الكوناكرية، وحسب بعض المصادر المحلية في غينيا بيساو وغينيا كوناكري تم خلال المداهمة تبادل لإطلاق النار، إنتهى بالسيطرة على المجموعة وإعتقال ولد الشيخ فعلا.

إنتهاء العملية وجلب ولد الشيخ ورفقيه: في الساعات الأولى من يوم الخميس 21 يناير تناقلت المواقع الموريتانية والغينية صورا للمعتقلين من بينهم ولد الشيخ، وأعلن عن إعتقال ولد الشيخ في بيان رسمي للإدارة العامة للأمن الوطني، وفي نشرة الأخبار المسائية الثامنة تماما نشرت “الموريتانية” صور لوصول طائرة ولد الشيخ ومرافقه بقبضة الأمن الموريتاني، وظهرت ملامح الرجل مختلفة عن ملامحه أيام التخطيط للهروب، حسب مراقبين كانت دلائل العطش والإرهاق الشديدين واضحة على المعتقل.

ورغم إنتهاء قضية هروب ولد الشيخ والمهنية العالية التي أظهرت الأجهزة الأمنية الموريتانية إلا أن خطر الإرهاب يظل مطروحا ويجب الحذر واليقظة الدائمة حسب محللين أمنيين.

يتضح من مسار الرجل أن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ربما إنتظرت فترة للتأكد من عدم تربص أعين الأمن بولد الشيخ ونظافته من أي عوالق، وهو ما لم تنتبه له ربما الأجهزة الأمنية بسبب الضغط الداخلي وخطر نجاح الرجل في الإفلات من مراقبتهم.

شبكة المتابع تعيد تنشر صورة تقريبية فقط لما يفترض أنه مسار ولد الشيخ خلال رحلة الهروب من السجن المدني، مع ملاحظة النقاط التي وقع فيها تأخر أو ما يتهم بعض المصادر بأنه قصور أو تراخي من بعض الدول في الإستجابة لطلب السلطات الموريتانية بالقبض على ولد الشيخ.

السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل تكشف هذه العملية عن ثغرات جديدة في الاستيراتيجية الأمنية العامة بمجال مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى تأكيد وجود  نفس الثغرات السابقة التي مكنت من الهروب السابق، مما يستوجب تحيينها وتكليف فرقة خاصة من الحرس الوطني مدربة على التعامل مع العناصر الخطرة بدلا من الاكتفاء بفرق الحرس الوطني التي يتم تكليفها بحراسة سجون عادية لا تضم عناصر خطرة كما هو حال السجن المركزي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى