آراءالرئيسية

#التمييع/ حمادة لحبيب

لا يخفى على المطلعين أن هذه البلاد الشاسعة المائعة تم فيها تمييع كل شيء .
فقد دمرت السياسة بسبب الفردانية واملاء تصورات القائد الفذ الفرد ومما جعل ممارستنا السياسية على مدى عقود والانفتاح الديمقراطي يراوح مكانه والعجز عن بناء تراكمي يمكننا من تغيير حقيقي نحو الحكامة السياسية التي تناسب بلادنا ،هو الدوران في دوامة مفرغة يسيطر عليها المخزنيون المستفيدون من السياسة وممارستها بإدارة شئون البلاد والتحكم في رقاب العباد، فإنتقلنا من شعار إلى شعار حسب المرحلة والمصلحة والأهم هو دوام السيطرة على “اللعبة ” وهو مصطلح من مصطلحات التمييع والتنفير وزرع الشك والريبة في طريق الحالمين ..
إشراك المرأة ، تمكين الشباب
مشاركة المرأة وإدماج الشباب….
شعارات كثيرة لكنها من أكثر الشعارات التي تم هرسها للتضليل والتحكم والخداع…
تمكين الشباب واشراك المرأة وغيرها من الشعارات لن يكون بالكلام والدعاية السياسية الاستهلاكية، ويجب أن يكرس كفعل على الأرض عبر التشغيل وصناعة فرص عمل تمكن من الإنتاج وصناعة المستقبل.
لقد خدعتم المرأة وضللتم الشباب وجعلتم من لعبتكم السياسية وسيلة تجذبون بها الشباب والمرأه وتزينون لهم الانغماس في مستنقع تتحكمون فيه وتضعون قواعد لعبه وهدفكم صناعة أجيال ترى أن الإنصياع لدجلكم هو الطريق السريع للثراء عبر فتات تلقون به لتكتلات تصنعونها تحت عناوين مختلفة .
دعوا الشباب يعملون ويبدعون في مهنهم ووفروا لهم سبل النجاح الوظيفي حتى يكونوا قدوة للعاطلين عن العمل وشجعوا العاطلين على الصبر وازرعوا الأمل فيهم عبر سياسات تشغيل ناجعة تجعلهم ينتظرون بصبر وأمل سيتحقق مهما تأخر .
دعوا النساء يقمن بأدوارهن كأمهات يربين شبابا يتقن عمله ويستعد لتحمل مسئوليته كرجال ونساء ناجحات كموظفات وطالبات وعاطلات عن العمل ينتظرن دورهن في وظيفة محترمة ويتقدمن ليصبحن أمهات تكملن دائرة البناء المجتمعي .
لا يمكن أن يستمر هذا الاستغفال والتدجين ولابد من الوعي بخطورة ظاهرة التمييع التي تدمر مستقبل البلاد عبرة عبارات كبيرة تحمل في طياتها من الزيف ما يكفي لإنكشافها.
نعم لممارسة العمل السياسي الناضج المسؤول والمبني على معرفة السياسة وفلسفتها بعيدا عن اعتبارها وسيلة للخداع والتلاعب بمصالح الناس واستغلال برائتهم وانخداعهم لشعارات زائفة تتجدد مع كل موسم .
حمادة لحبيب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى