الأخبارالكناشتحقيقاتثقافةقضايا

الزوايا الصوفية في موريتانيا إشعاع علمي حضاري في وجه موجة التطرف والغلو (زاوية الشيخ سيدأحمد ولد التار الكنتي نوذجا)

المتابع: زاوية الشيخ سيدي أحمد ولد التار الكنتي  هي إحدى ركائز التصوف والتعليم المحظري الشنقيطي الوسطي في موريتانيا تقع على بعد عشرة كلومتر على طريق الأمل غرب مقاطعة تمبدغة في الحوض الشرقي.
وقد تأسست قبل ستة قرون وتعتبر فرع من زاوية الشيخ سيد أحمد البكاي الكبير.
تعمل هذه الزاوية على التربية الروحية وتزكية الأنفس وتعليم العلوم الشرعية، و يمتد إشعاع هذه الزاوية إلى غرب إفريقيا، كما أن لها موردين من النيجر ومالي والمغرب والسينغال وبقية الدول الإفريقية وحتى بعض الدول الأوروبية والآسيوية.
تدرس الزاوية على منهج المحظرة الشنقيطية القرآن الكريم وعلومه والفقه المالكي على نهج المدرسة البكائية.
وتوفر المحظرة  الإقامة والرعاية الصحية لطلابها، وتعمل على توفير كل  الظروف المناسبة لتمكين طلبة العلم من دراسة العلوم الشرعية في جو ملائم،  كما أن المحظرة تحرص كل الحرص على متابعة طلابها والسهر على راحتهم وضمان تزكية نفوسهم وتعليمها وفق المنهج العلمي الوسطي.
يوجد بين طلاب المحظرة مجموعة طلاب من مختلف الجنسيات يأتي جلهم في سن مبكرة ويمكث في المحظرة حتى يبلغ سن الرشد ومن بينهم من يستقر ويفني عمره في الزاوية.
تعتبر هذه الزاوية  حلقة وصل بين مدارس التصوف في كل من المغرب العربي وغرب أفريقيا،  وتجمع زاوية الشيخ سيدأحمد ولد التار الكنتي  بين سمات وخصائص التصوف بصبغتيه العربية والأفريقية في آن واحد.
ومن بين خصائص الزاوية التي تتميز بها الزاوية هي إقامة حلق الذكر التي تبدأ قبل الصلوات، فيما يتم أداء الأوراد بعد الصلاة.
وكذلك تخصيص وقت للدروس التوجيهية والجلسات العلمية فيتم تخصيص الوقت ما بين صلاة الظهر والعصر لهذه الدروس التوجيهية تتناول جميع القضايا والميادين وكل ما يهم الناس والإجابة على الاستشكالات الفقهية التي يطرحونها.
وتعمل الزاوية على تحصين الأجيال من الأفكار الشاذة والمتطرفة وتعتمد في سبيل ذلك على مناهج تدريسها وتراثها بالإضافة إلى حلقات الذكر والجلسات  التوجيهية والدروس العلمية  المتواصلة  التي تتخللها ندوات فكرية  حوارية يفتح  فيها شيخ الزاوية  الحوار مع الطلاب والموردين لرفع اللبس والإشكال والرد على الأسئلة المطروحة في بعض القضايا الفكرية من أجل حماية الناس والشباب خاصة من التطرف والغلو.
كما يوفر شيخ الزاوية مؤونة يومية وإنفاق جاري على ساكنة القرية بشكل دائم بالإضافة إلى الرعاية الصحية.
كما تتوفر الزاوية على مكتبة عريقة تشتمل على خمس مئة  كتاب ومخطوط من مختلف العلوم.
يمكن القول بأن هذه الزاوية خرجت من رحم  الطريقة البكائية نسبة إلى الشيخ سيد أحمد البكاي الكبير ولذلك تعتبر هذه الزاوية وشيخها الشيخ محمد يحظيه ولد شيخن ولد التار  نموذجا نظرا لعوامل الريادة التاريخية والأدوار الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية التي برهنت على أهمية هذه الطريقة في نشر تعاليم الإسلام الحنيف، وإشاعة قيم التسامح والتقوى والمحبة والإخلاص، ومتشبثة بمنهجها الإسلامي الشنقيطي الأصيل القائم على ثلاثية العقيدة الأشعرية والفقه المالكي والمنهج التصوفي الرباني.
إن الطريقة البكائية القادرية مثلت أداة للتواصل ما بين المغرب العربي والعالم الإسلامي والإفريقي، ورسالة اعتدال ووسطية الإسلام التي جسدتها ومثلتها شخصية الشيخ سيد أحمد البكاي الكنتي التي لعبت دورا هاما ، في تحصين شعوب المنطقة من الانزلاق والميل إلى التطرف، الذي يشكل السبب الأساس لما يعيشه المسلمون اليوم من تشتت وفرقة وتناحر وكراهية وخروج عن الملة.
كما أن  الأدوار الطلائعية الكبيرة التي أسهمت بها الطريقة القادرية البكائية وعلماؤها على مستوى العلم والأدب والإصلاح والتصوف لم تقتصر على منطقة بعينها، بل امتدت إلى مناطق كبيرة من إفريقيا والعالم العربي والإسلامي، وجمع أصحابها الكثير من العلم والصلاح والزهد والتصوف والتربية، بحيث كان يجتمع في الواحد منهم ما يفترق في غيره.أن عطاء المدرسة البكائية القادرية ومنهجها الفقهي التصوفي كان وما يزال معلمة بارزة ومفخرة علمية شامخة، رسمت للدعوة الإسلامية في الفضاء المغاربي الإفريقي منهجا يقوم على مخاطبة الوجدان والشعور قبل الولوج إلى العقل.

المتابع أجرت مقابلة خاصة مع شيخ زاوية الشيخ سيدأحمد ولد التار الكنتي، هذه المقابلة تعد هي أول مقابلة للخليفة العام للزاوية مع جهة إعلامية، ولقد خص الشيخ الحرية.نت بالمقابلة.
المتابع تشكر  لكم قبول الظهور معها في مقابلة هي الأولى لكم عبر المنابر الإعلامية.
سنتطرق في حديثنا معكم إلى الزاوية وتاريخ تأسيسها وطرق تدريسها ومنهجها التعليمي وكذا مميزاتها كزاوية صوفية قادرية بكائية شنقيطية.
المتابع: متى تأسست زاوية الشيخ سيدأحمد ولد التار الكنتي؟
شيخ الزاوية الخليفة الشيخ محمد يحظيه ولد التار: تأسست هذه الزاوية منذ ستة قرون وذلك لأنها فرع وامتداد طبيعي للمدرسة البكائية نسبة للوالد  الشيخ سيدأحمد البكاي الكنتي الكبير.
المتابع : بماذا تتميز هذه الزاوية؟
شيخ الزاوية الخليفة الشيخ محمد يحظيه ولد التار: تتميز هذه الزاوية والحمد لله بالكثير من المميزات العلمية والروحية  لأنها تعمل أولا على تربية وتزكية النفوس وكذلك من مميزاتها مجالس الذكر وتعليم الناس العلوم الشرعية، وهذه الزاوية لها امتداد في الدول الإفريقية والعربية فتتوفر على موردين من المغرب والسينغال والنيجر ومالي والجزائر، كما أن لها موردين من بعض الدول الآسيوية والأوروبية.
وتختص الزاوية بموسم سنوي يسمونه الصوفية “بأيام الزيارة” ويسمى بالدول المجاورة بموسم “القراءة” ويتوافد فيه  موردي الزاوية من كل أنحاء العالم، حيث يقوم الشيخ بإلقاء محاضرات توجيهية وتتواصل في هذه الأيام حلق الذكر والدروس القرآنية وكذا الحديث الشريف والفقه المالكي، تبدأ هذه الأيام أو هذا الموسم من العشر الأواخر من رمضان.
تتميز هذه الزاوية بالمحافظة على الحجاب الشرعي والفصل بين النساء والرجال، وتوفير مطلبات الحياة لسكان القرية جميعا من رعاية صحية وتعليم …إلخ


تعقد مجالس وحلقات ذكر بشكل دائم حيث يجتمع الطلاب والموردين في مجموعات قرب المسجد تقام فيها تلاوات وإبتهالات ومدائح نبوية متواصلة طيلة الموسم وتتواصل طيلة السنة.
المتابع: هل سبق وزار الزاوية بعض الباحثين أو الإعلاميين؟
شيخ الزاوية الخليفة الشيخ محمد يحظيه ولد التار:  يصل للزاوية بعض الباحثين والمهتمين بالتراث وذلك من أجل تحقيق بعض المؤلفات والمخطوطات التي تزخر بها مكتبة الزاوية.
المتابع: ماهي طريقة تنظيم الطلاب والموردين داخل الزاوية؟
شيخ الزاوية الخليفة الشيخ محمد يحظيه ولد التار: ينتظم الطلاب والموردين في الزاوية بالإضافة إلى طلاب التزكية في مجموعات منتظمة تتلقى الرعاية ويوفر لها كل سبل الإقامة.
المتابع: هل من كلمة أخيرة عن دور الزاوية وحجم تأثيرها؟
شيخ الزاوية الخليفة الشيخ محمد يحظيه ولد التار: تعتبر الزاوية من أكبر الزوايا في شبه المنطقة ولها امتدادات في معظم الدول من خلال مورديها الذين تعلموا العلم فيها والتزكية وتلقو التربية الروحية وعادوا لبلدانهم بوصفهم أتباع وفروع للزواية القادرية البكائية الشنقيطية.
المتابع: شكرا لكم على الأجوبة الشافية وعلى المعلومات التي خصيتم بها الحرية.نت

التصوف وإصلاح النفس ميزة من ميزات زاوية آل التار

تميزت زاوية شيخن الشيخ سيد أحمد ولد يب والتار، طيلة عشرات العقود بالعمل بشكل دءوب على التصوف وإصلاح النفوس وتزكيتها وصقلها من الأدران، وإذابة القلوب فيما يرضى الخالق سبحانه وتعالى، والديمومة على تلاوة القرآن، وصدع الحناجر بذكر الله آناء الليل وأطراف النهار.

تخرج من رحم هذه الزاوية مشائخ وعلماء، انطلق إشعاعهم العلمي والروحي في ربوع البلاد وخارجها، حيث برز بعض خريجي الزاوية بظهوره في قيادات علمية وروحية في مناطق خارج موريتانيا كوجود أبرز علماء الزاوية في ص

فوف رابطة علماء الجزائر.

كانت للزاوية إسهامات كبيرة في الوحدة الوطنية، حيث يتناغم في سلكها أنواع الطبقات الاجتماعية والشرائح بانتظام وتناغم وعزة ووقار للجميع، والعمل على ما يرضي الخالق سبحانه وتعالى والبعد عن الدنيا ومشاغلها والديمومة على ذكر الله وتلاوة القرآن والتأسي بالسلف الصالح وبالنهج المحمدي القويم  (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى